صرخة تونس ضد الطغيان والفساد الحكومي

صرخة الشعب التونسي اليوم هي الصرخة التي ينتظرها الشعب العربي منذ قرون وهذه المرة صرخة شعبية صرفة ضد الجور والطغيان والحرمان الذي جعل من الامة العربية جثة هامدة بفعل القسوة و الظلم المسلط عليه , نعم لقد فقدث الشعوب العربية وبفضل دكتاتورية حكامها حرية الرأي وحرية العمل و حرية السكن واخذنا نتخبط بفقرنا ومظلومينتا ورقابنا مرهونة برضا حكامنا علينا شئنا ام ابينا , ولكن دوام الحال من المحال فاذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر والقدر بعتقادي هو ما تصنعه الشعوب للتخلص من الظلم والتهميش .
فأنتفاضة الشعب التونسي اليوم خالصة ضد الفقر والقهر لاتشوبها شائبة باسم حركة ما او حزب ما او جهة اسلامية او علمانية وانما ارداة شعبية داعية للتغير واحلال العدل في توزيع الثروات والمساواة وتوفير فرص العمل ولكن للاسف الشديد منذ اكثر من شهر والشعب التونسي لوحدة يواجه الالة العسكرية الحكومية وبالسلاح الحي وكأن العالم قد فرغ تماما من اي منظمة لحقوق الانسان اودولة ديمقراطية صغيرة كانت ام كبيرة تنصفه وخاصة الاشقاء منهم والاصدقاء ولكن الشعب العربي مغلوبا على امرة ولا يقل مظلومية عن الشعب التونسي ولكن لماذا هذا الصمت الرهيب من قبل الدول الكبرى الراعية لحقوق الانسان فلو قارنا احداث ايران الاخيرة واحداث تونس نرى كيف العالم تعامل مع كلا الطرفين لقد ادن ايران ولكنه سكت تجاه احداث تونس وهذا يعني ان القوة الراعية للديمقراطية وحقوق الانسان لها معيار ازدواجي واضح تجاه الشعوب تراعي به مصالحها الخاصة والعامة و اصبحت بيضة القبان للاسف الشديد هي اسرائيل وهنا يعني ان كل المفاهيم التي يدعونها باسم القانون والحقوق والديمقراطية سقطت في تعاملها مع أنتفاضة تونس وتبين زيف ادعاءاتهم ومن المنطق ان تتحرك ارادات الشعوب لتساند مظلومية الشعب التونسي وهنا ادعو الشعوب المتحررة من الدكتاتوريات وتعرف معنى الحرية والحقوق الانسانية والتي لاتخاف في الحق لومة لائم ان تساند الشعب التونسي لان الشعوب العربية لا تتحرك الا بأرادة سجانيها ومثقفينا لاسف الشديد مطارة ومتشتة في المنافي . أذن انتفاضة الشعب التونسي اليوم يجب ان نساندها لتكون عبرة لكل الحكام الذين يعتقدون ان الشعوب عبيدا لخدمتهم وهم ظل الله على الارض كما وكل ممتلكات وخيرات الاوطان ملكا صرف لهم وهي نفس الاسباب والمسببات التى دفعت الشعب التونسي وصرخته القوية كفاية فقر كفاية ظلم بوجة سجانيه ماهي الا ردود طبيعية لظلمهم .
من الاسباب المعلنة لهذه الانتفاضة هو ما قام به الشاب الجامعي محمد البو عزيزي (26)العاطل عن العمل والمعيل لتمان افراد بينهم من ذوي الحاجات الخاصة بعد مصادرة عربة البيع الخاصة به وكل الفاكهه والخصار التي عليها والذي اشتراها بعد ان استقرض المال . وبهذه المصادرة صادروا احلامه ومستقبله معا وبدون حق او تشريع ينصف المواطن و بائعي الخضار لان ارواحهم ومعيشتهم بأيادي رجال البلدية الممثلين الشرعيين لرجال السلطة وهذا طبعا في كل البلدان العربية لان السائد هو قانون الغاب قانون الحكام الدكتاتوري التي تصول وتجول و تسرق وتنهب وتشرع ما تراه مناسبا لها . فعندما ذهب ليسأل ويستفسر عن مصير قوته وقوت عياله طرد وهدد وعامل معاملة لا تليق بأي انسان الامر الذي ادى به ان يحرق نفسه احتجاجا على هذه المعامله وبعدها بيومين انتحر شخصا اخر لنفس الاسباب وبعدها هاج وماج الشارع التونسي ضد هذا الظلم ومحاربة الانسان بلقمة العيش
وهنا استعمل زين العابدي بن علي وبواسطة ازلامه بالرصاص الحي الامر الذي سقط اكثر من 50 شخصا وبعدها اشتعل الشارع التونسي بكل عنفوانه حينها ترك زين العابدين الكرسي وطار رغم كل التطمينات التى ادلى بها للشعب ولكن الشعب يعرف كذب الحكام واليوم تونس تدخل مرحلة التحرير والقضاء على الخوف من الحكام ... ولكن هل يتركون الشعب ان يبني نفسه ويعيش عيشة كريمة ؟ وهل من يستضيف زين العابدين سيستغله ورقة ضاغطة ؟ هذا ما ستجيبنا عليه الايام ...
د أقبال المؤمن